بثلاثمائة سنة (١).
وروي أنّ الذين قتلوه ، رجعوا فباتوا وهم يشربون الخمر ، والرأس معهم ، فبرز لهم قلم من حديد ، فرسم لهم في الحائط بدم هذا البيت :
أترجو أمةٌ قتلت حسيناً |
|
شفاعة جدّه يوم الحساب؟ (٢) |
قال الإمام أحمد حدّثنا عبد الرحمن ، وعفّان ، ثنا حمّاد بن سلمة ، عن عمّار ابن أبي عمّار ، عن ابن عبّاس. قال : رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في المنام ، نصف النهار ، أشعث أغبر ، معه قارورة فيها دم ، فقلت : بأبي وأمّي يا رسول الله ، ما هذا؟ قال : هذا دم الحسين وأصحابه ، لم أزل ألتقطه منذ اليوم ». قال عمّار : فأحصينا ذلك اليوم ، فوجدناه قد قتل في ذلك اليوم. تفرّد به أحمد وإسناده قويّ (٣).
وقال ابن أبي الدنيا : حدّثنا عبد الله بن محمّد بن هانئ ، أبو عبد الرحمن النحوي ، ثنا مهدي بن سليمان ، ثنا عليّ بن زيد بن جدعان. قال : استيقظ ابن عبّاس من نومه فاسترجع وقال : قتل الحسين والله. فقال له أصحابه : لم يا ابن عبّاس؟ فقال : رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومعه زجاجة من دم. فقال : « أتعلم ما صنعت أمّتي من بعدي؟ قتلوا الحسين ، وهذا دمه ، ودم أصحابه أرفعهما إلى الله ». فكتب ذلك اليوم الذي قال فيه ، وتلك الساعة ، فما لبثوا إلا أربعة وعشرين يوماً حتّى جاءهم الخبر بالمدينة : أنّه قتل في ذلك اليوم ، وتلك الساعة (٤).
وروى الترمذي ، عن أبي سعيد الأشجّ ، عن أبي خالد الأحمر ، عن رزين ،
__________________
(١) البداية والنهاية ٨ : ٢١٧ ـ ٢١٨.
(٢) المصدر نفسه ٨ : ٢١٨ ـ ٢١٩.
(٣ ـ ٤) البداية والنهاية ٨ : ٢١٨ ـ ٢١٩.