ولا مغيث ، بأنّ لا يهتكوا حرمة البيت ; لأنّ نساء أهل بيت النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بداخله ، فلم يأبه عمر بن الخطّاب ومن معه لتلك الاستغاثات ، فقام عمر بدفع الباب ، وحوصرت السيّدة فاطمة الزهراء عليهاالسلام بين الباب والجدار ، وكانت حاملاً بجنينها محسن ، الذي سمّاه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قبل وفاته محسناً ، ثُمّ قام عمر برفسها وضربها ممّا أدّى إلى كسر ضلعها ، فأسقطت جنينها محسن. والقصّة كاملة تجدها في روايات أتباع أهل البيت عليهمالسلام.
وإليك بعض الروايات المقطّعة من عند أهل السنّة. وما قطّعوها واختصروها إلا للتغطية على تلك الجريمة الفظيعة ، والتي لا يمكن لأحد أنْ يتصور أو يرضى أنْ تحدث لإنسان عادي ، فما بالك بالسيّدة الزهراء وبيت أهل النبوّة والعصمة.
محسن بن عليّ من أولاد فاطمة عليها وعليهمالسلام :
أحبّ في البداية أنْ أبيّن أنّ هناك ولداً ثالثا للإمام عليّ والسيّدة الزهراء عليهماالسلام ، أقرّ به أهل السنّة وقالوا إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم سمّاه محسناً ، وهناك العشرات من الروايات الصحيحة عندهم ، تقول : إنّه كان لأمير المؤمنين عليّ بن أبى طالب والسيّدة الزهراء عليهاالسلام ، ثلاثة أولاد من الذكور ، هم : حسن ، وحسين ، ومحسن. وقد سمّاهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بهذه الأسماء تشبيهاً بأولاد النبيّ هارون عليهالسلام : شبّر ، وشبير ، ومشبّر ، أي حسن ، وحسين ، ومحسن ، وذلك لأنّ سيّدنا الإمام عليّ عليهالسلام هو وهارون عليهماالسلام كالفرقدين ، يتشابهان في كلّ شيء ، إلا النبوّة ، وهذه الروايات وردت للخروج من المأزق الذي حصل عند أهل السنّة ، لأنهم لا يستطيعون الإقرار بأنّه أُسقط من الزهراء عليهاالسلام ولا يستطيعون إنكاره من الأساس ، لذا لجأوا إلى ذكر ولادته ، ونحن سنذكر هذه الروايات ثُمّ نذكر ما يدل على أنّه سقط ، وإنّي نذكر هذه الروايات ، للتدليل على أنّ محسن حقيقة ثابتة ، وليس وهم اخترعه الشيعة.
روى الحاكم في مستدركه ، أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد المحبوبي