على المسلمين ، وذلك لأنّ ردّ قولها ، هو ردّ لله وللرسول ، وعدم قبول كلامها ، هو عدم قبول كلام الله وكلام رسوله ، وفي تكذيبها تكذيب لله ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والعياذ بالله ، هذه بحقّ مصيبة المصائب.
فهل كُذّبت السيّدة الزهراء عليهاالسلام ، وهل ردّ قولها؟ أقول لك : نعم ، وبكلّ صراحة ، بل حصل أكثر من ذلك ، بأنّ أوذيت بشكل شنيع فاضح مخز ، لا يرضاه أيّ إنسان عنده ذرّة من العقل.
لقد صادر أبو بكر وعمر ومن معهم من المنافقين الدّجالين ، أملاك السيّدة الزهراء عليهاالسلام ، وكذّبوها ، وانتزعوا منها فدك انتزاعاً ، وكذلك بقيّة إرثها من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بعد أنْ منحهم ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بأمر من ربّه.
روى المتقي الهندي في كنز العمّال ، عن أبي سعيد قال : لمّا نزلت (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) (١) ، قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : « يا فاطمة ، لك فدك » (٢).
وروى الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد ، قوله تعالى : (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) ، عن أبي سعيد قال : لمّا نزلت : (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) ، دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فاطمة ، فأعطاها فدك (٣).
وروي في مسند أبي يعلى عن أبي سعيد ، قال : « لمّا نزلت هذه الآية (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) (٤) ، دعى النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم فاطمة واعطاها فدك (٥)
ورواه غير هؤلاء البزّار ، وابن أبي حاتم ، ابن مردويه ، وغيرهم (٦) ،
__________________
(١) الإسراء : ٢٦.
(٢) كنز العمّال ٣ : ٧٦٧.
(٣) مجمع الزوائد ٧ : ٤٩.
(٤) الإسراء : ٢٦.
(٥) مسند أبي يعلى ٢ : ٣٣٤.
(٦) اُنظر الدر المنثور ٤ : ١٧٧ ، شواهد التنزيل ١ : ٤٤٣.