قال تعالى في سورة التحريم (اِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ) (١).
إذن سورة التحريم تبيّن تظاهرة أو مؤامرة ضدّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان من نتائجها نزول التهديد والوعيد من ربّ العالمين لحفصة وعائشة وطلب التوبة منهما.
ثُمّ إنّ سورة التحريم تذكر في نهايتها زوجتين من زوجات الأنبياء وأنهما لم تطيعا فكانتا من أهل النار.
فقال تعالى في سورة التحريم : (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوح وَاِمْرَأَةَ لُوط كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) (٢) ، وهذا يعيّن أنّ مقام الزوجيّة من النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم مقام عظيم ، ولكنّه لا يعطي ضمانة بالجنّة.
وعلى ذلك فإنّ فهم أهل السنّة للأمومة تجاوز أكثر من حدّه ، ولذلك تجدهم إنْ تحدّثوا عن أزواج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان الحديث كله عن عائشة ، فإذا نظرت في كتب الصحاح والمسانيد عند أهل السنّة فانّك تجد أغلب الأحاديث تُنقل عن عائشة ، ويقولون في حديث وضع لهم من قبل معاوية وأعوانه أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : خذوا شطر دينكم عن الحميراء (٣). فكيف يكون ذلك ولم يثبت لها عصمة ، ولم تلتزم بأمر الله ورسوله. فقد قال لها الله سبحانه : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) (٤) فخالفت أمره وأمر رسوله وخرجت في حرب الجمل. وتمرّدت وقامت على إمام زمانها.
وإنّني أحثّ كلّ مسلم على قراءة تفاصيل تلك المعركة وماذا جرى بها ،
__________________
(١) التحريم : ٤.
(٢) التحريم : ١٠.
(٣) اُنظر كشف الخفاء ١ : ٣٧٤ ، وستعرف حال هذا الحديث.
(٤) الأحزاب : ٣٣.