الله عليه وسلّم : « إنّي على الحوض ، حتّى أنظر من يرد عليّ منكم ، وسيؤخذ ناس من دوني فأقول : يا ربّ منّي ومن أمّتي ، فيقال : هل شعرت ما عملوا بعدك ، والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم ، فكان ابن أبي مليكة يقول : « اللّهم إنّا نعوذ بك أنْ نرجع على أعقابنا ، أو نفتن عن ديننا » ، أعقابكم تنكصون : ترجعون على العقب (١).
روى البخاري في صحيحه ، عن أبي وائل قال : قال عبد الله : قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم : « أنا فرطكم على الحوض ، فليرفعنّ إليّ رجل منكم ، حتّى إذا أهويت لأنا ولهم ، اختلجوا دوني ، فأقول : أي ربّ ، أصحابي » ، يقول : « لا تدري ما أحدثوا بعدك » (٢).
وروى مسلم في صحيحه ، عن أبي هريرة ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أتى المقبرة فقال : « السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنّا إنْ شاء الله بكم لاحقون ، وددت أنّا قد رأينا إخواننا » ، قالوا : أو لسنا إخوانك يا رسول الله ، قال : « أنتم أصحابي ، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد ، فقالوا : كيف تعرف من لم يأت بعد من أمّتك يا رسول الله؟ فقال : « أرأيت لو أنّ رجلاً له خيل غرّ محجلّة بين ظهري خيل دهم بهم ، ألا يعرف خيله « قالوا : بلى ، يا رسول الله ، قال : « فإنهم يأتون غرّاً محجّلين من الوضوء ، وأنا فرطهم على الحوض ، ألا ليذادن رجال عن حوضي ، كما يذاد البعير الضال ، أناديهم ألا هلمّ ، فيقال : « إنّهم قد بدّلوا بعدك ، فأقول : « سحقاً سحقاً » (٣).
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال : قال : رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : « ترد عليّ أمّتي الحوض ، وأنا أذود الناس عنه كما يذود الرجل إبل الرجل عن إبله » ، قالوا : يا نبيّ الله ، أتعرفنا ، قال : « نعم ، لكم سيما ليست لأحد غيركم ،
__________________
(١) صحيح البخاري ٧ : ٢٠٩.
(٢) صحيح البخاري ٨ : ٨٧.
(٣) صحيح مسلم ١ : ١٥٠.