العامّة ، أنّ في نظريّة الشورى لم يلحظ عندهم تشعّب الولاية من الله إلى الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى الأئمة من أهل البيت عليهم السلام ، فإنّ هناك نصوصاً قرآنية عديدة ، مثل قوله تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ ) (١) ، نزلت في علي عليه السلام باتفاق المفسّرين ، وهي حاصرة للولاية فيه ، وبأيّ معنى من تفسير الولاية فسّرت : النصرة أو المحبة ، ولمّا تحصر في علي عليه السلام النصرة المطلقة والمحبة المطلقة ، فإنّه يدلّ على ولايته لأُمور المسلمين.
مضافاً إلى آيات أُخرى دالّة على الولاية ، نظير آية التطهير (٢) ، ونظير آية المودّة (٣) وهي وإن كانت ظاهرها المودّة ، لكن بقرينة ما ذكر ( إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ ) (٤) ، يدلّل على أنّ المودّة المرادة هنا ، وبقرينة جعلها في كفّة خطيرة ، معادلة إلى التوحيد والنبوّة وما شابه ذلك ، فيكون المراد منها المودّة بمعنى التولّي والمتابعة.
وغيرها من الآيات والأحاديث النبويّة المتواترة ، كحديث
______________
(١) المائدة (٥) : ٥٥.
(٢) الاحزاب (٣٣) : ٣٣.
(٣) الشورى (٤٢) : ٢٣.
(٤) آل عمران (٣) : ٣١.