إلهي وكم من ظن حسن حققت ، ومن عدم إملاق جبرت ، ومن مسكنة فادحة حولت ، ومن صرعة مهلكة أنعشت ، ومن مشقة أزحت ، لا تسأل يا سيدي عما تفعل وهم يسألون ، ولا ينقصك ما أنفقت ولقد سئلت فأعطيت ولم تسأل فابتدأت واستميح باب فضلك فما أكديت ، ابيت إلا إنعاما وامتنانا ، وإلا تطولا يا رب وإحسانا ، وأبيت يا رب إلا انتهاكا لحرمات ، واجتراء على معاصيك ، وتعديا لحدودك ، وغفلة عن وعيدك ، وطاعة لعدوي وعدوك ، لم يمنعك يا إلهي وناصري إخلالي بالشكر عن إتمام إحسانك ، ولا حجزني ذلك عن ارتكاب مساخطك.
اللهم فهذا مقام عبد ذليل اعترف لك بالتوحيد ، وأقر على نفسه بالتقصير في أداء حقك ، وشهد لك بسبوغ نعمتك عليه وجميل عاداتك (١) عنده ، وإحسانك إليه ، فهب لي يا إلهي وسيدي من فضلك ما أريده إلى رحمتك ، وأتخذه سلما أعرج فيه إلى مرضاتك ، وآمن به من سخطك بعزتك وطولك ، وبحق محمد نبيك والائمة صلوات الله عليه وعليهم فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب وذي أناة لا يعجل ، صل على محمد وآل محمد واجعلني لانعمك من الشاكرين ولآلائك من الذاكرين.
إلهي وكم من عبد أمسى واصبح في كرب الموت ، وحشرجة الصدر ، والنظر إلى ما تقشعر منه الجلود ، وتفزع إليه القلوب ، وأنا في عافية من ذلك كله فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب ، وذي أناة لا يعجل ، صل على محمد وآل محمد واجعلني لانعمك من الشاكرين ، ولآلائك من الذاكرين.
إلهي وكم من عبد أمسى واصبح سقيما موجعا مدنفا في أنين وعويل يتقلب في غمه ، ولا يجد محيصا ولا يسيغ طعاما ولا يستعذب شرابا ولا يستطيع ضرا ولا نفعا وهو في حسرة وندامة وأنا في صحة من البدن ، وسلامة من العيش ، وكل ذلك منك فلك الحمد يا رب من مقتدر لا يغلب وذي أناة لا يعجل صل على محمد وآل محمد واجعلني لانعمك من الشاكرين ولآلائك من الذاكرين.
__________________
(١) عادتك خ صح.