الصحراوي لمجرّد اقتدائهم بأيّ نجم من النجوم ، وإنّما كانوا يهتدون باتباع نجوم معيّنة محدّدة معروفة لها أسماؤها.
كما أنّ هذا الحديث لا تؤيده الأحداث اللاحقة والممارسات التي بدت من بعض الصحابة بعد وفاة رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإنّ منهم من ارتدّ (١) ، كما أنّهم اختلفوا في كثير من الأُمور التي سببت الطعن ـ بعضهم في بعض ـ (٢) ، ولعن بعضهم بعضاً (٣) ، وقتل بعضهم بعضاً (٤) ، وأُقيم الحدّ على بعض الصحابة لشرب الخمر والزنا والسرقة وغير ذلك ، فكيف يقبل عاقلٌ بهذا الحديث الذي يأمر بالاقتداء بمثل هؤلاء؟! وكيف يكون من يقتدي بمعاوية الخارج على إمام زمانه أمير المؤمنين في حربه للإمام علي عليهالسلام مهتدياً وهو يعلم أنّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم سمّاه إمام الفئة الباغية (٥)؟! وكيف يكون من المهتدين من يقتدي بعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وبسر بن أرطأة وقد قتلوا الأبرياء لتدعيم ملك الأمويين؟!
وأنت أيها القارئ اللبيب إذا قرأت حديث « أصحابي كالنجوم » يتبيّن لك أنّه موضوع؛ لأنه موجّه إلى الصحابة ، فكيف يقول
__________________
١ ـ كالّذين حاربهم أبو بكر وسُمّوا بأهل الردّة ( المؤلّف ).
٢ ـ كما طعن أكثر الصحابة في عثمان حتى قتلوه ( المؤلّف ).
٣ ـ كما فعل ذلك معاوية الذي كان يأمر بلعن علي ( المؤلّف ).
٤ ـ كحروب الجمل وصفين والنهروان وغيرها ( المؤلّف ).
٥ ـ حديث « ويح عمّار تقتله الفئة الباغية » ( المؤلّف ).