منها ، وإنّ فيها آية الرجم (١).
وأنت ترى أيّها القارئ اللّبيب أنّ السورتينّ المذكورتين في كتابي الإتقان والدر المنثور للسيوطي ، واللتين أخرجهما الطبراني والبيهقي ، واللتين تسميان بسورتي القُنوت لا وجود لهما في كتاب اللّه تعالى.
وهذا يعني أنّ القرآن الذي بين أيدينا ينقص هاتين السورتين الثابتتين في مصحف ابن عباس ومصحف زيد بن ثابت ، كما يدّل أيضاً بأنّ هناك مصاحف أُخرى غير التي عندنا ، وهو يذكّرني أيضاً بالتشنيع على أنّ للشيعة مصحف فاطمة ، فافهم!
وإنّ أهل السنّة والجماعة يقرأون هاتين السورتين في دعاء القنوت كلّ صباح ، وكنتُ شخصياً أحفظهما وأقرأ بهما في قنوت الفجر.
أمّا الرواية الثانية التي أخرجها الإمام أحمد في مسنده ، والتي تقول بأنّ سورة الأحزاب ناقصة ثلاثة أرباع ، لأنّ سورة البقرة فيها ٢٨٦ آية بينما لا تتعدّى سورة الأحزاب ٧٣ آية. وإذا اعتبرنا عدّ القرآن بالحزب فإن سورة البقرة فيها أكثر من خمسة أحزاب ، بينما
__________________
١ ـ مسند أحمد بن حنبل ٥ : ١٣٢ ، وقال محقّق الكتاب ـ حمزة أحمد الزين ـ : « اسناده صحيح ».