وبعد هذا فكلّ بلاد الشيعة معروفة ، وأحكامهم في الفقه معلومة لدى الجميع ، فلو كان عندهم قرآن غير الذي عندنا لعلمه الناس ، وأتذكّر أنّي عندما زرتُ بلاد الشيعة للمرّة الأُولى كان في ذهني بعض هذه الإشاعات ، فكنت كلّما رأيت مجلّداً ضخماً تناولته علّني أعثر على هذا القرآن المزعوم ، ولكن سرعان ما تبخّر هذا الوهم ، وعرفتُ فيما بعد أنّها إحدى التشنيعات المكذوبة لينفّروا الناس من الشيعة.
ولكن يبقى هناك دائماً من يُشنّع ويحتج على الشيعة بكتاب اسمه « فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب ربُ الأرباب » ، ومؤلفه الميرزا محمد حسين النوري الطبرسي المتوفي سنة ١٣٢٠ هجري وهو شيعي ، ويريد هؤلاء المتحاملون أن يحمّلُوا الشيعة
__________________
وأحاديث العرض على الكتاب ـ قول علي عليهالسلام في نهج البلاغة : « كتاب ربكم فيكم ، مبيّناً حلاله وحرامه ، وفرائضه وفضائله ، وناسخه ومنسوخه ، ورخصه وعزائمه ، وخاصّه وعامّه ، وعبره وأمثاله ، ومرسله ومحدوده ، ومحكمه ومتشابهه ... ».
وما قاله الإمام الباقر عليهالسلام كما في الكافي ٨ : ٥٣ « ... وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرفوا حدوده ... » ، فالمراد من إقامة الحروف هو حفظها عن التغيير والتبديل والزيادة والنقصان.
وهذان الحديثان يدلاّن بكل صراحة على نفي التحريف.