ولو أردت أن أُحصي ما خالفتُم به سنّة رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم لاستوجب ذلك كتاباً خاصّاً ، ولكن تكفي شهادتكم في ما أقررتم به على أنفسكم ، وتكفي شهادتكم أيضاً بإقراركم بأنّ الشيعة الروافض هم الذين اتّخذوا سنّة النبي شعاراً لهم.
أفبعد هذا يبقى دليل على قول الجهلة الذين يدّعون بأنّ الشيعة اتّبعوا علي بن أبي طالب ، أمّا أهل السنّة فإنّهم اتّبعوا رسول اللّه؟ أيريد هؤلاء أن يثبتوا بأنّ عليّاً خالفَ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وابتدع ديناً جديداً؟ كبُرت كلمة تخرجُ من أفواههم ، فعليّ هو محض السنّة النبوية ، وهو مفسّرُها والقائم عليها ، وقد قال فيه رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم :
« عليّ منّي بمنزلتي من ربّي » (١).
أي كما أنّ محمّداً هو الوحيد الذي يُبلّغُ عن ربّه ، فعلىٌ هو الوحيد الذي يبلّغ عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ولكنّ ذنب عليّ هو إنّه لم يعترف بخلافة من قبله ، وذنبُ شيعته أنّهم اتّبعوه في ذلك ، فرفضوا أن
__________________
١ ـ المناقب للخوارزمي : ٢٩٧ ح ٢٩٢ ، ذخائر العقبى : ٦٤ ، وورد بلفظ : « عليّ منّي بمنزلة رأسي من بدني » ، وفي تاريخ بغداد ٧ : ١٣ ، والجامع الصغير ٢ : ١٧٧ ، وكنز العمال ١١ : ٦٠٣ ح ٣٢٩١٤ ، والصواعق المحرقة ٢ : ٣٦٦ ( في فضائل علي عليهالسلام ).