وكذلك سيّدنا الحسين قد علم رسول اللّه بمقتله في كربلاء وحدّث أُمّ سلمة بذلك ، كما علم بأنّ سيّدنا الحسن سيصلح اللّه به فرقتين عظيمتين من المسلمين ، فكلّ شيء مسطر ومكتوب في الأزل وليس للإنسان مفرّ ، وبهذا أنت الذي وقعت لا أنا.
سكتُّ قليلاً أنظر إليه وهو مزهو بهذا الكلام ، وظنّ أنّه أفحمني بالدليل؛ كيف لي أن أقنعه بأنّ علم اللّه بالشيء لا يفيد حتماً بأنّه هو الذي قدّره وأجبر الناس عليه ، وأنا أعلم مسبقا بأنّ فكره لا يستوعب مثل هذه النظرية.
سألته من جديد : إذاً فكلّ الرؤساء والملوك قديماً وحديثاً والذين يحاربون الإسلام والمسلمين نصّبهم اللّه.
قال : نعم وبدون شكّ.
قلت : حتى الاستعمار الفرنسي على تونس والجزائر والمغرب هو من اللّه؟ قال : بلى ، لمّا جاء الوقت المعلوم خرجت فرنسا من تلك الأقطار.
قلت : سبحانه اللّه! فكيف كنت تدافع سابقاً عن نظرية أهل السنّة بأنّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم مات وترك الأمر شورى بين المسلمين ليختاروا من يشاؤون؟
قال : نعم ، ولا زلت على ذلك وسأبقى على ذلك إن شاء اللّه!