يبعث إلى الجنين في بطن أُمّه ملكين من الملائكة فيكتبان أجله ورزقه وعمله ، وإن كان شقّياً أو سعيداً (١) ، وبين ما يمليه عقلي وضميري ، من عدالة اللّه سبحانه وتعالى وعدم ظلمه لمخلوقاته ، إذ كيف يجبرهم على أفعال ثمّ يحاسبهم عليها ، ويعذّبهم من أجل جرم كتبه هو عليهم وأجبرهم عليه.
فكنت كغيري من شباب المسلمين أعيش تلك التناقضات الفكرية في تصويري بأنّ اللّه سبحانه هو القويّ الجبار الذي لا يسأل عمّا يفعل وهم يسألون (٢) ، وهو فعال لما يريد (٣) ، وقد خلق الخلق وجعل قسماً منهم في الجنة وقسماً آخر في الجحيم ، ثمّ هو رحمن رحيم بعباده لا يظلم مثقال ذرة ( وَمَا رَبُّكَ بِظَـلام لِلْعَبِيدِ ) (٤) ـ ( إنَّ
__________________
رووها وكلمات علمائهم تنصّ على أنّ الإنسان مسيّر في خلقه وأفعاله وليس مخيّراً.
وما ذكره المؤلّف من لغزية موضوع القضاء والقدر عند أهل السنة صحيح لا غبار عليه ولا مجال للطعن عليه بالافك والافتراء والتزوير.
١ ـ صحيح البخاري ٦ : ٥٣ ، كتاب التوحيد ، باب قوله تعالى : ( وَلَـقَدْ يَسَّرْنَا القُرْآنَ لِلذِّكْرِ ) ).
٢ ـ الأنبياء : ٢٣.
٣ ـ البروج : ١٦.
٤ ـ فصلت : ٤٦.