قصّة أخرى لأبي هريرة يتناقضُ فيها مع نفسه
روى عبداللّه بن محمّد ، حدّثنا هشام بن يوسف ، أخبرنا معمّر ، عن الزهري ، عن أبي مسلمة ، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال : قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « لا عدوى ولا صفر ولا هامة » ، فقال أعرابىّ : يارسول اللّه فما بالُ الإبلِ تكونُ في الرمْلِ كأنها الظباء فيخالطها البعير الأجربُ فيُجربها؟ فقال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : « فمنْ أعدى الأوّلَ » (١).
__________________
بالفطر ... » ، وتارة يقول : « كنت حدثتكم : من أصبح جنباً فقد أفطر ، فإنّما ذلك من كيس أبي هريرة ، فمن أصبح جنباً فلا يفطر » ، ثمّ إنّه مرّة أحال سماعه إلى الفضل بن العباس ، ومرّة إلى أسامة بن زيد ، ومرّة قال : « أخبرنيه مخبر » ، ومرة قال أيضاً : « حدّثني فلان وفلان » ، وتبعاً لهذا الاضطراب اضطربت كلمة شرّاح الحديث في تبرير موقف أبي هريرة.
انظر على سبيل المثال : فتح المالك بتبويب التمهيد لابن عبد البر على موطأ مالك ٨ : ١٣٥ كتاب الصيام ، وفتح الباري لابن حجر ٤ : ٢١٤.
ومن حُسن الصدف أنّ مروان أراد التثبّت من هذا الحديث فاتضح بسببه خطأ أبي هريرة ، وإلاّ لضلّ الناس بسبب فتواه وعملوا على غير سنّة النبي اعتماداً على أبي هريرة ، ولا ندري كم من الأحاديث التي رواها أبو هريرة خطأ ولم يكن مَنْ يرشده ويبيّن خطأه.
١ ـ صحيح البخاري ٧ : ١٩ ، كتاب الطب ، باب ٥٣ لا هامة ، صحيح مسلم ٧ : ٣١ ، كتاب السلام ، باب لا عدوى ولا طيرة ، فتح الباري ١٠ : ٢٠٧ ، هدي الساري ١٢ : ٥٧٥ ، المفهم ٣ : ٢٧٦.