وقى اللّه المسلمين شرّها (١).
ثم بعد ذلك نرى أنّ عمراً عندما طُعن وأيقن بدنو أجله ، عينّ ستّة أشخاص ، ليختاروا بدورهم واحداً منهم ليكون خليفة ، وهو يعلم علم اليقين أنّ هؤلاء النفر على قلّتهم سيختلفون رغم الصحبة والسبق للإسلام والورع والتقوى ، فستثور فيهم العواطف البشرية التي لا ينجو منها إلاّ المعصوم ، ولذلك نراه ـ لحسم الخلاف ـ رجّح كفّه عبدالرحمن بن عوف فقال : إذا اختلفتُم فكونوا في الشقّ الذي فيه عبدالرحمن بن عوف ، ونرى بعد ذلك بأنّهم اختاروا الإمام عليّاً ليكون خليفة ، ولكنّهم اشترطوا عليه أن يحكم فيهم بكتاب اللّه وسنّة رسوله وسنّة الشيخين أبي بكر وعمر ، وقَبِلَ علىُّ كتاب اللّه وسنّة رسوله ورفض سنّة الشيخين (٢) ، وقَبلَ عثمان هذه الشروط فبايعوه بالخلافة. وقال علي في ذلك :
« فيا للّه وللشورى متى اعترض الريبُ فيَّ مع الأوّل منهم حتّى صرتُ أُقرنُ إلى هذه النظائر ، لكنّي أسففتُ إذا أسفّوا وطرت إذ
__________________
١ ـ صحيح البخاري ٨ : ٢٦ ، كتاب المحاربين ، باب ١٧ ، في رجم الحبلى من الزنا.
٢ ـ تاريخ الطبري ٣ : ٣٠١ ، حوادث سنة ٢٣ ، قصة الشورى ، وكذلك في الكامل لابن الأثير٣ : ٧٤ في نفس الموضع.