وتمسكت الثانية بتلك النصوص ، فلم ترض عنها بدلاً ، وبايعت الأئمة الإثني عشر من أهل البيت ولم تبغ عنهم حولاً.
والحقّ أنّني عندما أبحث في مذهب أهل السنّة والجماعة خصوصاً في أمر الخلافة أجد المسائل مبنيةً على الظنّ والاجتهاد ؛ لأنّ قاعدة الانتخاب ليس فيها دليل قطعي على أنّ الشخص الذي نختاره اليوم هو أفضل من غيره؛ لأنّنا لا نعلمُ خائنة الأعين وما تُخفي الصدور ، ولأنّنا في الحقيقية مركّبون من عواطف وعصبيات ، وأنانية كاملة في نفوسنا ، وستلعب هذه المركّبات دورها إذا ما أُوكل إلينا اختيار شخص من بين أشخاص.
وليست هذه الأطروحة خيالاً أو أمراً مبالغاً فيه ، فالمتتبّع لهذه الفكرة ، فكرة اختيار الخليفة ، سيجد أن هذا المبدأ الذي يطبّل له لم ينجح ولا يمكن له أن ينجح أبداً.
فهذا أبو بكر زعيم الشورى بالرغم من وصوله إلى الخلافة ( بالاختيار والشورى ) ، نراه عندما شارف على الوفاة أسرع إلى تعيين عمر بن الخطاب خليفةً له دون استعمال طريقة الشورى. وهذا عمر بن الخطاب الذي ساهم في تأسيس خلافة أبي بكر نراه بعد وفاة أبي بكر يُعلن على الملأ بأنّ بيعة أبي بكر كانت فلتةً