اليوم ، وعدم ذكره بالمرّة حتى تناسوه ، والمفروض أن يكون من أكبر الأعياد لدى المسلمين ، إذ أنّ اللّه سبحانه أكمل لهم فيه دينهم ، وأتمَّ فيه نعمته عليهم ، ورضي لهم الإسلام ديناً.
ولذلك ترى في الرواية الثانية قول الرواي ـ عندما قال له النصراني : يا أهل الإسلام ، لقد أُنزلت عليكم آية لو أُنزلتْ علينا لاتخذنا ذلك اليوم عيداً مابقي منّا اثنان قال الرواي : فلم يُجبْهُ أحدٌ منّا؛ وذلك لجهلهم بتاريخ وموقف ذلك اليوم وعظمته ، ويبدو أنّ الراوي نفسه استغرب كيف يغفل المسلمون عن الاحتفال بمثل ذلك اليوم ، ولهذا نراه يلقى محمّد بن كعب القرطني فيسأله عن ذلك ، فيردّ هذا الأخير بأنّ عمر بن الخطاب روى أنّها أُنزلت على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو واقفٌ على الجبل يوم عرفة.
فلو كان ذلك اليوم معروفاً لدى المسلمين على أنّه يوم عيد لما جهله هؤلاء الرواة ، سواء أكانوا من الصحابة أم من التابعين ، لأنّ الثابت المعروف لديهم أنّ للمسلمين عيدين اثنين ، وهما عيد الفطر وعيد الأضحى ، حتّى أنّ العلماء والمحدّثينَ كالبخاري ومسلم وغيرهما ـ تراهم يخرجون في كتبهم : كتاب العيدين ، صلاة العيدين ، خطبة العيدين .. ، إلى غير ذلك من المتسالم عليه لدى خاصّتهم وعامّتهم ، ولا وجود لعيد ثالث.