بعضها لوجود روايات أُخرى لخّطبة الوداع بأسانيد صحيحة لم نُذكر فيها الوصيّة،منها :
روى البخاري في صحيحه ، قال : حدّثنا يحيى بن سليمان قال : أخبرني ابن وهب قال : حدّثني عمر بن محمّد أنّ أباه حدثه عن ابن عمر عنهما قال : كنّا نتحدّث بحجّة الوداع والنبيّ صلىاللهعليهوآله بين أظهرنا ، ولا ندري ما حجّة الوداع ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثُمّ ذكر المسيح الدجّال فأطنب في ذكره وقال : ( مَا بَعَثَ اللهُ مِنْ نَبِيِّ إلاَّ أَنْذَرَ أُمَّتَهُ ، أَنْذَرَهُ نُوحٌ وَالنبَّيِيُّنَ مِنْ بَعْدِهِ ، وَإنَّهُ يَخْرُجُ فيِكُمْ فَمَا خَفيَ عَلَيْكُمَ مِنْ شَأْنِهِ ، فَلَيْسَ يَخْفَى عَلَيْكُمْ أَنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ عَلَى مَا يَخْفَى عَلَيْكُمْ ثَلاَثاً ، إِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بأَعْوَرَ ، وإِنَّهُ أَعْوَرَ عَيْنِ الْيُمْنَى ، كَأَنَّ عَيْنَهُ عنَبَةٌ طَافَيةٌ إلاَّ إنَّ اللهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا ، فِي شَهْرِكُمْ هََذا ، ألاَ هَلْ بَلَّغْتُ؟ قَالُوا : نَعَمْ. قَالَ : اللَّهُمَّ اشْهَدْ ثَلاَثاً وَيْلَكُمْ أَوْ وَيْحَكُمَ انْظُرُوا لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّاراً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ ) (١).
وروى مسلم في صحيحه ، قال : حدّثنا نصر بن عليّ الجهضمي ، حدّثنا يزيد بن زريع ، حدّثنا عبد الله بن عون ، عن محمّد بن سيرين ، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن أبيه قال : لمّا كان ذلك اليوم ، قعد على بعيره ، وأخذ إنسان بخطامه فقال : ( أتَدْرُونَ أَيَّ يَوْمِ هَذَا )؟
____________
(١) صحيح البخاري : الحديث ٤٠٥١.