بِإِذْنِهِ
... )
، وقوله تعالى (
... إِلاَّ لِمَنِ
ارْتَضَى ... )
، ولكن هذهِ الآيات وغيرها لا تدل دلالة قطعية على وقوع الشفاعة وحصولها اليقيني ، فالقرآن الكريم ينفي الشفاعة آونة ، ويقيّدها أُخرى برضا الله سبحانه وتعالى
، ويذكر القرآن الكريم مرة اُخرى أنّ الشفاعة لا تنفع ، كقوله تعالى ( ... فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ
) .
والجواب عليه :
إنّ ملخص الجواب هو أنّ الآيات التي
يُستدل بها على نفي الشفاعة ، لا تنفي الشفاعة مطلقاً ، بل إنّها تنفيها عن بعض الناس وقد وردت هذه الاستثناءات في آيات عديدة.
أما فيما يتعلق بالقيود الموجودة في
حصول الشفاعة من جهة ، وقبولها من جهة أخرى ، فإنّ ذلك لا يعني نفيها بل يؤكد وقوعها واثباتها ، على
خلاف ما ادّعاه النافون من أنّها لا تنفع ، مُستدليّن على ذلك ، بقوله
تعالى : ( ... فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ
الشَّافِعِينَ ) .
وهذا الاستدلال غير صحيح ؛ لأنّ سياق
الآيات التي تسبق هذه الآية تتحدث كلّها عن المجرمين المستقرين في سقر ، حيثُ تقول الآيات : ( كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ
رَهِينَةٌ * إِلاَّ أَصْحَابَ
الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ
يَتَسَاءَلُونَ ) ثم تقول الآيات الشريفة : (
عَنِ
المُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ
فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ
مِنَ
__________________