وأردف قائلاً : لا تنس أن التاريخ مفتاح مهمّ لفهم كثير من الحقائق التي تمسّ عقيدتنا نحن المسلمين.
أجبته معلّقاً ولا زلت بَعدُ لم أُدرك مغزى كلامه : يا أخي إنّ الدعوات لإعادة قراءة أو كتابة التاريخ كثيرة وليست جديدة ، ولكن من هو القادر على القيام بهذا العمل ، وقد نتجاوز على تاريخنا العظيم بهذه الأبحاث ونفض الغبار هذا فتبقى الأجيال القادمة محرومة من تاريخنا الزاهر الباهر الذي لم يبق لدينا اليوم كمسلمين شيء نفاخر به غير هذا التاريخ الذهبي.
ابتسم الأخ وقال : لم أقصد هذا ! نُعيد قراءة التاريخ دون التجاوز عليه ، بل نطابق ما كتبه المؤرخون ونربط الخيوط ببعضها البعض حتّى نحصّل نتيجة وفهما جيّدا لتاريخنا.
اعتذرت من هذا الأخ للحظات لأنظر في حاجة أحد المشترين الذي وقف أمام دكّان الوالد بدرّاجته الناريّة ...
نعم ـ عدت إليه مواصلا حديثي : إنّ المسألة ليست بالسهولة التي نتصوّر ، وإن كنتُ في الأصل موافقا لك حول ضرورة النظر بعين علمية محايدة بعيدا عن الأهواء والمثاليّات ، خاصّة وأنّ المؤرخين كانوا يكتبون ما يمليه عليهم ملوك عصرهم.
لم يطل كلامي معه بقدر ما تواعدنا على مواصلة الحديث في فرصة لاحقة إذا ماواتتنا الظروف ، فالموضوع شيّق وشائك في نفس الوقت.
ابتعد الأخ بضعة أمتار وإذا بأحد معارفي
الّذي لاحظت منذ بداية