لا يستحقّ اللّعن (١) ! ويصبحُ ولا يصلّي (٢) ! فلا عجب أن يصلّي بطريقتين مختلفتين !!
بهذا أجابني صديقي الشيعي عندما طرحت عليه الموضوع من جديد.
وأردف قائلا : لكن الحمد لله الذي حفظ كتابه الكريم من تحريف المحرفين ودسّ الدسّاسين ، وإلاّ لصار أغرب من التوراة والأناجيل ، مليئا بالخرافات ، محشوّا بالتناقضات ، لكنّ القوم إذ فاتهم تحريفه عمدوا إلى سنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فبدّلوها وغيّروها ، وقطّعوا أوصالها ، وحذفوا منها وزادوا ، حتّى اختلط الحابل بالنابل ، وحتّى أصبح المسلم يعجب ويسأل ويتساءل ويتحيّر ولا تزول حيرته.
لكن القوم تمادوا في غيّهم فحرّفوا كلام الله عن مواضعه بعد أن لم يتمكنوا من تغيير حروفه ، فبدلوا معانيها حتّى صار يوسف عليهالسلام غراميّا يهمّ بالفحشاء ! وموسى عليهالسلام قاتلا جبّارا في الأرض ! وذا النّون كان كافرا بقدرة الله ! وآدم عاصيا ! وداود متهتّكا لاهثا وراء الشهوات ! وسليمان غير متوكّل على الله تعالى (٣) !
نعم ، لقد أقاموا حروف القرآن لكن غيّروا معانيها وشأن نزولها فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
_____________________
١) أنظر : صحيح مسلم كتاب البرّ والصلة ٤ / ٢٠٠٧ ، مسند أحمد ٥ / ٢٩٤ و ٢ / ٢٤٣.
٢) أنظر : سنن ابن ماجة ١ / ٢٢٧ باب من نام عن الصلاة أو نسيها ، مسند أحمد ٢ / ٢٤٨.
٣) أنظر : صحيح البخاري ٩ / ١٦٠ ـ ١٦١ وبعدها ، مستدرك الحاكم : ٣٤٦ ، ٥٨٢ من كتاب التّفسير ، صحيح مسلم ٣ / ١٢٧٥ كتاب الإيمان.