مميتا على أنّ كل الصحابة عدول ، ثقات ، لا يتطرق الشكّ ولا إلى واحد منهم (١) وهم عشرات الألوف !
عندما تقول الشيعة أنّ أفضل الناس بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هو عليّ بن أبي طالب لأنه لم يكن أحد من الصحابة مثله في سابقته وجهاده وعلمه (٢) وحلمه وبأحاديث يرويها كلا الفريقين ، ترى الدنيا تقوم ولا تقعد ويتهموننا بالغلوّ وو .. في حين نجد هناك أحاديث عند إخواننا السنّة تقول إنّ عمر من الذين تحدثهم الملائكة (٣) وأنه لو لم يُبعث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لبُعث عمر بن الخطاب (٤) وو ...
يا أخي نحن نطلب قليلا من الإنصاف فقط. ونقول لغيرنا : تعال اقرأ كتبنا ، زُر علماءنا وتجوّل في بلاد الشيعة ، ومن العجيب أنّك ترى أحدنا يفاخر بأنّه زار متحف « اللّوفر » وصعد إلى « برج إيفل » أو قرأ المجموعة الكاملة للمسرحي الإنكليزي « شكسبير » وأنه يعرف الأكلات الصينية والإيطالية وغير ذلك ، ثم تجده « صُمٌّ بُكْمٌ » إذا سألته عن أهم عقائد الشيعة.
الإنصاف والأمانة العلمية في النقل هذا كلّ ما نطلبه من غيرنا ليس أكثر.
_____________________
١) أنظر : كتاب الإصابة لابن حجر : ٦ ـ ٧ ، العقيدة الطحاوية حيث يقول مؤلفها : « وحبّهم دين وإيمان وإحسان ، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان ».
٢) وهو أول من أسلم ، وبدر وأحد والخندق تشهد على ما فعله بالكفار.
٣) صحيح البخاري ٥ / ١٥ ، الجامع الكبير للترمذي ٦ / ٦٤ حديث ٣٦٩٣.
٤) أو لو كان نبيّ بعدي لكان عمر [ المستدرك للحاكم ٣ / ٨٥ ، والجامع الكبير للترمذي ٦ / ٥٩ حديث ٣٦٨٦ ].