المريضة إجماع جميع علماء المسلمين وطوائفهم ،
بل خالف حتّى زعيم مذهبه أحمد بن حنبل في ذلك.
قلت : دعنا من ابن تيميّة ، أنا أريد
الدليل من كتاب الله وسنة رسوله.
قال صديقي : لأختصر عليك الطريق ولا ندخل في
متاهات كلاميّة ، أعطيك آيتين من القرآن تبرز مشروعية التوسّل ، الأولى في سورة يوسف عليهالسلام
حيث جاء إخوته إلى أبيهم بعد ندمهم على فعالهم وقالوا : ( قَالُوا يَا أَبَانَا
اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ
أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ... )
، فلماذا جاؤوا إلى
أبيهم ؟! ولو كانوا يعلمون ـ وهم أبناء أنبياء ـ أنّ طلبهم ذاك كان شركا ما كانوا ليطلبوه ! ، ولو كانوا جاهلين بأنه شرك لماذا لم ينههم أبوهم يعقوب ، بل وعدهم بالاستغفار لهم ، وقد ورد في معنى ( سَوْفَ ) أنّه أخّر الاستغفار لهم إلى ليلة الجمعة.
وقد تقول لي إنّ ذلك كان جائزا في عهد يعقوب عليهالسلام لكن الإسلام لا يجيز ذلك.
فأقول لك : إنّ الدين عند الله الإسلام وكلّ
الأنبياء نور واحد وصدروا من معين واحد ، ولا يمكن أن يكون هناك عمل أو قول قال به نبيّ ويعتبره نبيّ آخر من بعده شركا.
هذا من جانب ومن جانب آخر أقول : إنّ التوسّل
ورد أيضا في الإسلام بصريح قوله تعالى في سورة النساء : ( وَلَوْ
أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ ... ) ، فلماذا يستغفر لهم
_____________________