أنا
ورسلي )
، وقوله
تعالى أيضاً : (
ولقد كتبنا
في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون
) والناظر في هذه الكلمات الشريفات ،
يعرف أنّ الله سبحانه ليس مع خلقه في صراع حتى يشير إلى أنّه سيغلب هو ورسله ،
وأنّ الأرض ليست ميراثاً لغير الصالح حتى يرثها فيما وراء ذلك الصالح ، وإنّما
يفهم عند التأمّل الدقيق لهذه الكلمات ، أنّ الناس سوف تصل بالنتيجة إلى حتمية
السير نحو تعليمات الله ، لأنّ كل مسيرة في خلافها كيفما كانت لن توصل السائر
نحوها إلى جهة تحقيق سعادته بدون الاسترشاد بهدي ربّه ، وإنّ التجارب الإنسانية
والأنظمة التي يستمدها من خلال تراكم خبراتهم وتوالي تجاربهم دائمة النقص ودائمة
التغيير ، إلاّ أنّه سبحانه يرسي قواعد سلامية العيش في الحياتين ، عندما يصف أنّ
الغاية من وراء الرسل التي يرسلها تكمن في إقامة الناس على جادة الصواب بالعدل.
يقول سبحانه وتعالى : ( ولقد أرسلنا نوحاً وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما
النبوة والكتاب )
، يريد : لم
نجعل الأمر على الناس غامضاً ملتبساً ، بل أزلنا الشبهات ، وبالرسل وافينا الناس
بما