أكثر ، منها إشارة
إلى السطح في درجة يسلم معها نفسه طوعاً له ، كما يسلم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، عن يقين نفسه
لولاية ربّه.
ومن المعروف أنّ الولاية الإلهية هي
ولاية خالق على مخلوق ، وهذه تحمل جانباً من جوانب السلطة المتاحة في الأصل للمالك
الذي بيده الأمر ، وهو يخرجه منها ويعيده إليها ، أمّا فيما يختص بعناية رسول الله
صلىاللهعليهوآله
وولايته على أنفس المؤمنين ، فإنّها وإن كانت تحمل ذلك البعد الذي منحه إياه الربّ
عزّ وعلا ، فإنّها تتمتع بالإحالة إلى فهمها على أنّها ولاية يطلبها المؤمن
اختياراً ، حيث أن سلطة رسول الله صلىاللهعليهوآله
ـ أي ولايته ـ على الأنفس نابعة من كون المؤمن بلغ درجة أيقن معها أن هذا الرسول صلىاللهعليهوآله هو مخرجه ومدخله
إلى ولاية ربّه ، لا عن طريق التوسط ، بل عن طريق الدرجات التي يتقرب ويرتفع من
خلالها المؤمن ، ويفيدنا هنا أن ننظر في الآية المباركة التالية : ( إِن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا
النبي والذين آمنوا )
.
ولا ينبغي أن يفوتنا ، إنّ هذه الآية قد
جاء قبلها تحديد منهج الديانة الإبراهمية ، فقال تعالى : ( ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان
حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين )
.
__________________