وباحساساته ).
يقول مرتضى مطهري : « إنّ من أرفع غرائز الإنسان واحساساته حسّه الديني ، وفطرته في البحث عن الله » (١).
وهذا هو المجال الحيوي الذي تتحرك من خلاله قوى الروح نحو جاذبية فوق أي احتمال ، لكن الواضح أن الإنسان في رتبة لا تؤهله لبلوغ هذا المقام ، وإن قال عدد من الأفاضل بحصوله عن طريق الشهود الذي ينطلق من شهود النفس.
يقول الطباطبائي : « فالكمال الحقيقي للإنسان وصوله إلى كماله الحقيقي ذاتاً وعوارض ، أي وصوله إلى كماله الأخير ذاتاً ووصفاً وفعلا أي فناؤه ذاتاً ووصفاً وفعلاً في الحق سبحانه ، هو التوحيد الذاتي والأسمي والفعلي ، وهو تمكنه من شهود أنه لا ذات ولا وصف ولا فعل إلا لله سبحانه ، على الوجه اللائق بقدس حضرته جلت عظمته ، من غير حلول واتحاد تعالى عن ذلك » (٢).
ـ والواقع أنّ ذلك لا يكون ، بل أنّ الله سبحانه يجعل الطريق إلى معرفته طريق قلب وعقل ، فيرسل الرسل ويقيم الحجة ، من أجل بلوغ الإنسان جادة الطريق الذي لا يعرفه حق معرفته غالباً بدون هاد ، والطريق هو كما سبق تفويت فرصة التحول بالحقيقة الإنسانية
__________________
١ ـ مرتضى المطهري ، معرفة القرآن ج١ ، ت ، جعفر الحلي ، ط طهران ، ١٤٠٢ ، ص٨٢.
٢ ـ رسالة الولاة ، م. س. ص٥٩.