مشتركة في الجنس والنوع ، لكن عند استخدامه لها في معرض حديثه عن الجنس البشري ، فإنه يطلقها شاسعة ، حتى يكاد الباحث أن يلتمس منها عدّة مفاهيم ، وتخوله هذه المفاهيم أن يجري مقاربات ترشده إلى أحكام دائرة الفكرة حول كل استخدام على حدة.
هذا يعني عدم إمكانية استعمال كلمة ( أمة ) ضمن مفهوم واحد موحد تبنى عليه نظرية أحادية الطرح ، إنّما يتعدّى ذلك ليتسع أمام الباحث المجال ، في تقريب يوازن بين الأمة الهداة ، والأمة التي يعني بها الخطاب القرآني ، الجماعة من الناس وإذا استعرضنا عدد من الآيات الواردة في القرآن الكريم ، والتي تستعمل كلمة أمة لوجدنا فيها ما يدعم هذا الرأي.
ونقسّم هنا هذا الأمر إلى ثلاث أقسام :
أ ـ عند استعراض الآيات الكريمة التي تستخدم كلمة أمة ، في معرض إطلاقها على ( فئة ) من الناس ، نجد قوله تعالى : ( ليسوا سواء ، من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله ) (١) ، أو قوله تعالى : ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف ) (٢) وهنا مثلاً قوله تعالى : ( ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك ) (٣).
__________________
١ ـ آل عمران : ١١٣.
٢ ـ آل عمران : ١٠٤.
٣ ـ البقرة : ١٢٨.