يلزم منه بالضرورة
الجهل في سواها ، يقول : « صدر الدين الشيرازي » : « إنّ النفس مجمع الموجودات ،
فمن عرفها ، فقد عرف الموجودات كلها » .
فمنها إذن يتم الانطلاق إلى معرفة
العالم الذي يقودها نحو العالم الروحاني الذي فيه تجد ضالتها ، وعلى أعتابه تنكشف
لها حقائق ميولاتها الأزلية منها والآنية ، وهناك يعرف تعلقها.
وعند هذه النقطة سوف لن يحتاج المرء إلى
كثير مشقة ، حتى يتعرف على ما هو ومن هو الإمام ، منبثقاً من هذه المعارف ، من
داخلها ، حتى يتمكن بعد ذلك من المصداق الخارجي للإمام ، والذي يتجسد عياناً في
أشخاص قد اصطفاهم الله تعالى ، لما في ذواتهم من ملكات اهلتهم لهذا الاصطفاء ،
ويكون الإمام في هذه الحالة ، هو ملاذ النفس ومركز طمأنينتها ملتحماً مع كينونتها
، معبراً عن حاجة الفطرة السليمة إليه ، متجسداً ومتحققاً عياناً بمصداق إنساني
موجود على الأرض.
فهو كامل ، لأن الإنسان الذي بلغت نفسه
هذا الصفاء ، أحس بتعلقها بالجلال والجمال اللذين لا يخامرهما النقص.
ولمّا كانت الغاية الواقعية هي التعلق
بالكامل ، أبت النفس أن