قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

معراج الهداية

معراج الهداية

معراج الهداية

تحمیل

معراج الهداية

56/202
*

صلابة الجدار الذي شيّد فيما بين الثبات على نمط أخذ شكل التقديس ، وبات معه التغيير أمر في غاية التعقيد والصعوبة ، وما بين تطلع الذات وطموحها الذي تصعب الإحاطة النهائية به ، ويصعب حصره.

وهذا الجدار من الصلابة بحيث يستمر مع الأجيال تتوارثه وتقدسه ، وكلما أوغل في القدم كلما ازدادت قسوته وقوته ، وازدادت صعوبة اختراقه ، ويقول القرآن الكريم على لسان أنصار هذا الجدار : ( إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ) (١).

ونعتقد بصدد عدم الخروج عما يورثه الآباء للأبناء ، وبالخصوص في مسألة العقائد والقيم التي تعتنقها الفئات والمجتمعات أحياناً ، أنّها تبلغ مع التقادم من الرسوخ ما يجعل صاحبها غاضاً بصره عن أي مناقشة تؤثر في بنيتها ، خصوصاً إذا كان ثمة سؤال يحفر في أعماقها ، ويصل مع هذا الغض إلى الانغلاق أمام أية مكاشفة محتملة ، بل ويشكل حاجزاً دفاعياً غير قابل للتسامح أو الأخذ والرد ، لماذا ..؟ لأن هذا الكائن البشري ما عاد يصغي إلى ندائه الداخلي ، وبالتالي فقد أراح نفسه من مشقة البحث وعناء التطلع إلى ما يمكن أن ينشئ جسراً أكثر حيوية وواقعية ، بين واقعه وبين ما تصبوا إليه

__________________

١ ـ الزخرف : ٢٣.