بين الشعوب ، إلى أن يصل عند علماء النفس والفلاسفة إلى القول بالارتباط الضروري الكوني ، وبأنّ الميول لها منابع فوق الطبيعة ، وأن الإنسان مجهز سلفاً بغرائز ودوافع مختزنة في ذاته منذ المرحلة الجنينية ، نصل إلى أن الجنس البشري يشترك بعناصر من الحنين تتشابه فيما بينها ، وهذا الحنين إلى شي ما يظهر بين الحين والآخر ويربط ما بين الأجيال.
ويمكن التقاط بعض مميزاته في الإبداع أكثر من المجالات الأُخرى ، كالفن والشعر مثلاً وأصناف أُخرى من الأدب ، وهنا نجد كلاماً لـ « اليوت » الشاعر والناقد الأميركي ، يقول : « لا شاعر ولا فنان يملك معناه الكامل لوحده ... أن الذي يجري عند إبداع عمل فني جديد ، هو شي ما يحدث بشكل متزامن لكلّ أعمال الفن التي سبقته » (١).
ويرى أن وتراً ما يربط وبشكل مستمر لا ينقطع بين جميع ما ينتج عن إبداع ، وهو لا يخضع هذا القول لعنصر الزمان ، بمعنى أنه لا يقصد تاريخاً معيناً ، بل يجري هذا القول على جميع النتاج الإبداعي البشري ، عند الكلّ وليس عند فئة من الناس ، وهذا مفاده أن التجربة الإنسانية جمعاء تشترك في صياغة الإبداع ، ويتشكل دائماً ذاك المعنى الذي لا يكتمل أبداً ، فالإضافة الإبداعية تعطي جديداً ، لكنها
__________________
١ ـ مقالات منتخبة ، ت ، س اليوت. ط لندن ص٢٨٩ ( النسخة الإنجليزية ).