مات ميتة جاهلية ».
كما أنّ الإمام عليّ عليهالسلام حين تلقى ضربة ابن ملجم قال : « فزت وربّ الكعبة » (١) أي أنه استعمل هذا التعبير ( ورب الكعبة ) دون غيره! ..
وحين آخى الرسول صلىاللهعليهوآله بين المهاجرين والأنصار ... كان من المتوقع أن يؤاخي أحد كبار الأنصار أو زعيمهم الذي كان سيتوج ملكاً قبيل وصوله عليهالسلام ، أو في أحد الاحتمالات أن يؤاخي أكبر الأنصار سناً لكنه آخى الإمام عليّ عليهالسلام تاركاً كل هذه التوقعات ، ورغم أن ذلك فيه إحراج شخصي له أمام المنافقين والمشركين ومن لم يدخل الإيمان في قلوبهم تماماً لكنه صلىاللهعليهوآله ( ما ينطق عن الهوى * إن هو إلاّ وحي يوحى ) (٢).
كل هذه الأمور وغيرها كثير خصوصيات لا يشترك فيها مع عليّ عليهالسلام إنسان آخر ، كائناً ما كان ، فلندرس نظرة هذه الشخصية الفريدة الخالدة إلى بعض أمور الحياة ، ولنأخذ موضوع العلم والتعلم وموضوع الحكم وهما موضوعان متداخلان.
إن المعلم الحق ، المعلم بالمطلق هو الله جلّ وعلا الذي ( علم آدم الأسماء كلّها ) (٣) ، والله تعالى خلق الإنسان وعلمه البيان ، كما أنه
__________________
١ ـ أنظر مناقب آل أبي طالب : ١ / ٣٨٥.
٢ ـ النجم : ٣ ، ٤.
٣ ـ البقرة : ٣١.