فالخير كلّ الخير في استمرار المباحثات
بين المسلمين ، والخطأ كلّ الخطأ في إقفال بابها ، وإلجام حوارها ، فهي معين يروي
ظمأ العطشان ، وجنّة تورف بظلالها ، وتكثر ثمارها ، وينبعث النفع منها كالريح
الطيبة العطرة.
من هنا نجد أنّ الإسهام في دفع هذه
العملية واجب وضرورة ، واجب على من تؤهله ملكاته ومعارفه ويملك آلته في دخولها ،
وضرورة من ضرورات التواصل بين المسلمين وشدّ أواصر القربة ، وقطع دابر الفتنة وما
ينجم عنها من ويلات وسيئات تحصد الثواب ، وتنزل الويل.
ولمّا كانت الإمامة من المسائل ذات
الخصوصية العالية في الفكر والمعتقد الإسلامي ، كان الاشتغال فيها أمر دائم ،
وكانت الأقوال فيها تتراوح بين منحيين أو اتجاهين :
الاتجاه
الأوّل : يدور حول حقيقتها ، دوران الموارب
غير الموضح تماماً لما يريد أن يقوله فيها.
الاتجاه
الثاني : إحكام دائرة الفصل فيها ، والقطع
بأنّها منحة تحفل بالعناية الإلهية ، لا يصيبها أحد وإنّما تُصطفى ، مثلما حدّثنا
القرآن الكريم عن الصفوة الأُولى التي اختارها الله سبحانه.
ولهذين الاتجاهين تفرعات متعدّدة ، منها
من انفتح على الآخرين ، ومنها من انغلق على نفسه ، وقد رأيت بحثها مع الباحثين ،