يرتبها الله ورسوله في الناس ، ويصعب على الناس التدخّل فيها ، وإن تدخّلوا من غير حق ، قام صاحب الأمر الواقعي بإظهار هذا التدخّل ، ومكافحته ، حتى لا يختلط الحق بالباطل.
وهنا يشير عليهالسلام إلى أن الله سبحانه قد بعث الرسول في الناس كي يخرجوا من ربقة الوثنية ، ومن سيطرة الشيطان ، وأيّده بكتابه المحكم البيّن ، حتى يتعلموا ويعلموا ربهم بعد أن جهلوه ، يقول :
« وليقروا به بعد إذ جحدوه ، وليثبتوه بعد إن أنكروه » (١).
ويقول عليهالسلام في أبرز تعبير عما حواه القرآن الكريم :
« فتجلّى سبحانه لهم في كتابه من غير أن يكونوا رأوه ، بما أراهم من قدرته ، وخوفهم من سطوته » (٢).
إن تجلّي الله لعباده من خلال الكتاب الذي أنزل على محمد لهو من الكلام الذي يدلّ على أن الإمام قد خبر لبَّ الحقيقة ، وجاء بنا إلى جادة معرفته ، من خلال ما يدل به على نبيّه وكتابه.
فقد ارتكزت كلماته عليهالسلام حول رسول الله صلىاللهعليهوآله على مرتكز معرفته الخاصة به ، لذلك جاءت تعبيراته عنه بهذا المقدار من الدقّة ، وهو بعد ذلك يقول لابنه الحسن عليهالسلام لقد كان لك في رسول الله صلىاللهعليهوآله كاف لك من الأسوة ، مستنداً على القرآن الكريم في هذا ( لقد كان لكم في
__________________
١ ـ نهج البلاغة : الخطبة ١٤٧.
٢ ـ المصدر نفسه.