والمأمون العباسي
رأس السلطة بالخصوص ، ثم ما تمخض عن تلك العلاقة من إرهاصات ، لابدّ من إلقاء الضوء علىٰ بعض المقدمات التي استرعت انتباه السلطة الحاكمة ، وجعلتها تولي قضية الإمام الجواد عليهالسلام أهمية خاصة ، سيّما وأن إمامته عليهالسلام
وهو بهذه السن غير المعهودة من قبل ، قد طار صيتها في الآفاق ، وأخذت تجتذب إليها القلوب ، وتستهوي جماهير الاُمّة الإسلامية ، وراح حديث خلافة أبي جعفر لأبيه الرضا عليهماالسلام في منصب الإمامة ، ونبوغه العلمي وهو في هذا السن المبكر يسري شيئاً فشيئاً إلىٰ مختلف أقطار الدولة الإسلامية ، بعد أن أصبح حديث عامة الناس وشغلهم في مكة والمدينة.
ومرة اُخرىٰ اختلفت كلمة الشيعة
بعد استشهاد الإمام الرضا عليهالسلام
، ووقعوا في حيرة من أمر الإمامة ؛ لاستصغار بعضهم سنّ أبي جعفر عليهالسلام ، رغم أن الرضا عليهالسلام
طالما أكّد لشيعته وأصحابه حال حياته بصريح العبارة ، وأبو جعفر لم يتجاوز الثلاث سنوات ، بأنّه إمامهم ومولاهم من بعده ، وقد مرّت الإشارة إلىٰ تلك الأحاديث في النص علىٰ إمامته عليهالسلام من الفصل الأول. ولكن.. وبعد استشهاد الإمام الرضا عليهالسلام
تحيرت الشيعة واضطرب أمرهم في كلِّ الأمصار ، ففي بغداد مثلاً ( اجتمع الريان بن الصلت ، وصفوان ابن يحيىٰ ، ومحمد بن حكيم ، وعبدالرحمن بن الحجاج ، ويونس بن عبدالرحمن وجماعة من وجوه الشيعة وثقاتهم في دار عبدالرحمن بن الحجاج في ( بركة زلزل ) يبكون ويتوجعون من المصيبة.
فقال لهم يونس بن عبدالرحمن : دعو
البكاء ، من لهذا الأمر ، وإلى من نقصد بالمسائل إلىٰ أن يكبر هذا الصبي ؟ يعني أبا جعفر عليهالسلام ، وكان له ست