الموقف
السياسي بعد شهادة الإمام الرضا عليهالسلام :
كانت الفترة بين ( رمضان ٢٠١ ـ صفر ٢٠٣
ه ) التي تقلّد
فيها الإمام الرضا عليهالسلام
ولاية العهد سنيّ هدوء نسبي إلّا ما كان من اضطراب الأمور في بغداد حنقاً علىٰ المأمون ؛ لمقتل محمد الأمين أولاً ؛ ولتوليته العهد من
بعده للرضا من آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم
، ظناً منهم أن الخلافة ستخرج من بني العباس إلىٰ آل أبي طالب ، لكن تبيّن بعد ذلك أن المأمون كان يفكر غير ماكانوا يستعجلون تفكيره.
وأما السنوات القلائل التي أعقبت
استشهاد الإمام الرضا عليهالسلام
فكانت هي الاُخرىٰ مشحونة بالحذر والترقب من قبل الشيعة عموماً والبيت الهاشمي خصوصاً ؛ للسياسة التي اتخذها المأمون في تقريب الإمام الجواد عليهالسلام وإنزاله تلك المنزلة منه ، وهذا الترقب والحذر راجع إلىٰ عدة أمور لعلّ من أهمها ما نوجزه بالنقاط التالية :
١ ـ شغف المأمون بأبي جعفر عليهالسلام بعد أن استدعاه من
المدينة المنورة إلىٰ بغداد ؛ لما رأىٰ من غزارة علمه وهو لم يبلغ الحلم بعد ، ولم يحضر عند أحد للتلمّذ والدراسة ، ثم إنّ صغر السن وامتلاك علوم جمة والجلوس للمناظرة والحجاج مع كبار الفقهاء هي ظاهرة فريدة وغريبة في دنيا الإسلام ________________