ابن المهدي العباسي
في ( ٥ محرم سنة ٢٠٢ ه ) بالخلافة ، ثم مناوشاتهم وحروبهم مع ولاة دولة المأمون ، فسرعان ما أُخمدت وعادت بغداد إلىٰ أحضان دولة الخلافة المأمونية ، بدخول المأمون مدينة السلام علىٰ رأس جيش خراساني لجب في ١٨ صفر سنة ٢٠٤ ه .
وبعد استتباب الأوضاع السياسية في بغداد
، واستقرار شؤون الدولة في العاصمة الجديدة ( بغداد ) ، من بناء القصور الملكية والدواوين ( الوزارات ) ، والمراكز الأمنية وغيرها ، تتناهى إلىٰ سمع المأمون أخبار
أبي جعفر ابن الرضا عليهالسلام
واحتفاء الناس به ، وظهور كراماته ومعجزاته..
فيتأمل المأمون ـ وهو السياسي المحنّك
والخبير ـ في الأمر ملياً ، ويرسل خلف الإمام ابن الرضا عليهالسلام
يستدعيه من المدينة إلىٰ بغداد في تلك السنة. وفي تقديرنا أن التحرك السياسي للإمام الجواد عليهالسلام
يبتدئ من السنة التالية ( ٢٠٥ ه ) التي وصل فيها إلىٰ بغداد بعد أن أدّىٰ نسك الحج ،
وعاد إلىٰ المدينة ليجمع أهل بيته وعمومته من الهاشميين وخدمه ؛ لمرافقته إلىٰ عاصمة الدولة لإجابة ( المأمون ) طلبه ، وكان له عليهالسلام
أول لقاء مع المأمون العباسي في التاريخ المذكور ، ومن ذلك الوقت يبدأ المسلسل التاريخي الحافل السياسي ، والاجتماعي ، والعلمي لحياة جواد الأئمة عليهمالسلام.
بعد هذه التقدمة الموجزة ندخل
إلىٰ رحاب الحياة السياسية للإمام الجواد عليهالسلام
، باستشفاف بعض ملامح موقف السلطة العباسية تجاه الإمام عليهالسلام من جهة ، وتجاه الشيعة عموماً من جهة اُخرى.
________________