عليه شيء رقيق كهيئة
الثوب يسطع نوره حتىٰ أضاء البيت فأبصرناه فأخذته فوضعته في حجري ونزعت عنه ذلك الغشاء. فجاء الرضا عليهالسلام
وفتح الباب وقد فرغنا من أمره ، فأخذه ووضعه في المهد ، وقال لي : «
ياحكيمة إلزمي مهده ». قالت : فلمّا كان في اليوم الثالث رفع
بصره إلىٰ السماء ثم نظر يمينه ويساره ثم قال : « أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأشهد أن محمداً
رسول الله ». فقمت ذعرة فزعة فأتيت أبا الحسن عليهالسلام
، فقلت : سمعت من هذا الصبي عجباً. فقال «
وما ذاك ؟ » ، فأخبرته الخبر.
فقال : «
يا حكيمة ما ترون من عجائبه أكثر »
(١). ليس أمراً غريباً أن يكتنف الإمام الرضا
عليهالسلام
وليده برعاية وعناية خاصتين ، بل ويحيطه بهالة من التعظيم والتبجيل وهو طفل رضيع ، ذلك أن أبا جعفر هو وحيد الإمام أبي الحسن الرضا عليهالسلام
الذي رُزقه بعدما جاوز عليهالسلام
الخامسة والأربعين من العمر ، فعليه تكون الإمامة منحصرة بوليده الفرد. لهذا كلّه فقد كان إمامنا الرضا عليهالسلام
يوليه تربية خاصة ، وعناية زائدة ، كما كان يتوسم فيه بركة وخيراً عظيماً علىٰ شيعته ومحبيه. فعن يحيىٰ الصنعاني ، قال : دخلت
علىٰ أبي الحسن الرضا عليهالسلام
وهو بمكة وهو يقشّر موزاً ويطعم أبا جعفر عليهالسلام
، فقلت له : جعلت فداك هو المولود المبارك ؟ قال : « نعم يا يحيىٰ ، هذا المولود الذي لم
يولد في الإسلام مثله مولود أعظم بركة علىٰ شيعتنا منه »
) (٢). ________________ ١)
مناقب آل أبي طالب ٤ : ٣٩٤. والفصول المهمة / ابن الصباغ المالكي : ٢٠٨ ـ ٢٠٩. ٢)
الفروع من الكافي ٦ : ٣٦٠ / ٣.رعاية
أبوية خاصة :