أما كيفية وفاته عليهالسلام فإنّه اختُلف فيها
أيضاً ، فمن قائل بشهادته مسموماً بعنب رازقي ، ومن قائل بمسموميته في منديل ، وهناك من قال إنّه سُمَّ بشراب ، أو من قال إنّ المعتصم أشار إلىٰ أعوانه بدعوته إلىٰ مأدبة
فقُدِّم له طعام مسموم فأكل منه ، ومنهم من صرّح بعدم ثبوت خبر موته بالسم ، وسكت البعض الآخر عن كيفية موته واكتفىٰ بكلمة ( قُبض ). ولعلَّ أقدم نصٍّ توفّرنا عليه الخبر
الذي أورده العياشي المتوفّىٰ سنة « ٣٢٠ ه » في تفسيره. قال العياشي : ( ... قال زرقان : إنّ
ابن أبي دؤاد قال : صرت إلىٰ المعتصم بعد ثلاثة ، فقلت : إنّ نصيحة أمير المؤمنين عليّ واجبة ، وأنا أكلّمه بما أعلم أنّي أدخل به النار. قال : وما هو ؟ قلت : إذا جمع أمير المؤمنين في مجلسه
فقهاء رعيته وعلماءهم لأمر واقع من اُمور الدين ، فسألهم عن الحكم فيه فأخبروه بما عندهم من الحكم في ذلك ، وقد حضر المجلس أهل بيته وقوّاده ووزراؤه وكتّابه ، وقد تسامع الناس بذلك من وراء بابه ، ثم يترك أقاويلهم كلّهم لقول رجل يقول شطر هذه الاُمّة بإمامته ، ويدّعون أنّه أولىٰ منه بمقامه ، ثم يحكم بحكمه دون حكم الفقهاء !! قال : فتغير لونه وانتبه لما نبّهته له
، وقال : جزاك الله عن نصيحتك خيراً ، قال : فأمر ( المعتصم ) يوم الرابع فلاناً من كتّاب وزرائه بأن يدعوه إلىٰ منزله
، ________________ ١٤١٠
ه ـ قم.