يوم ، خاصة وقد امتدّ به العمر إلىٰ نحو الخامسة والأربعين ، ولم يكن قد خلّف بعدُ ( الولد ) الذي يليه بالإمامة ، ثم الذي زاد المحنة سوءاً هو تكالب بعض إخوته وعمومته وأبناء عمومته من العلويين والعباسيين عليه ، حسداً من بعضهم ، وبغضاً وكرهاً من البعض الآخر.. وثمّة تأليب الانتهازيين والسلطويين علىٰ البيت النبوي عموماً ، حيث أثاروا جميعاً حول شخصية الإمام العظيمة غبار حسدهم وأحقادهم الدفينة.
لكنّ الإمام عليهالسلام كان يقف أمامهم بحزم.. ويجيبهم جواب الواثق المطمئن من نفسه بأنّ الليالي والأيام لا تمضي حتىٰ يرزقه الله ولداً يُفرّقُ به بين الحق والباطل. هذا الموقف نستشفّه من رواية محمد بن يعقوب الكليني ، قال : كتب ابن قياما (١) إلىٰ أبي الحسن الرضا عليهالسلام كتاباً يقول فيه : كيف تكون إماماً وليس لك ولد ؟
فأجابه أبو الحسن عليهالسلام : « وما علمك أنّه لا يكون لي ولد ؟! والله لا تمضي الأيام والليالي حتىٰ يرزقني الله ذكراً يُفرّق بين الحق والباطل » ) (٢).
وينقلنا الكليني عليه الرحمة إلىٰ
مشهد آخر مع نفس هذا الواقفي ، وهو يصف حواره مع الإمام الرضا عليهالسلام
بقوله : دخلتُ علىٰ علي بن موسىٰ ، فقلت له : أيكون إمامان ؟ قال : « لا ، إلّا أن يكون أحدهما صامتاً ».
فقلت له : هو ذا أنت ، ليس لك صامت ! فقال لي : « والله ليجعلنَّ الله مني ما يُثبت به الحق وأهله ، ويمحق به الباطل وأهله »
ولم يكن في الوقت له ولد ، فولد له أبو ________________ ١)
ابن قياما الواسطي : واقفي ، مخالف معروف. ٢)
اُصول الكافي ١ : ٣٢٠ / ٤ ، وعنه نقل الشيخ المفيد في الارشاد ٢ : ٢٧٧ بواسطة أبي
القاسم جعفر بن محمد بن قولويه. وراجع إثبات الوصية / المسعودي : ١٨٣.