فقال عليهالسلام
: «
لست بمنكر فضائل عمر ، لكنّ أبا بكر ـ وأنه أفضل من عمر ـ قال علىٰ رأس المنبر : إنّ لي شيطاناً يعتريني ، فإذا ملتُ فسدّدوني ». فقال يحيىٰ : قد روي أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : لو لم
أُبعث لبُعث عمر. فقال عليهالسلام
: «
كتاب الله أصدق من هذا الحديث ، يقول الله في كتابه : (
وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ ) (١) فقد أخذ الله ميثاق النبيين ، فكيف يمكن أن يستبدل ميثاقه ؟ وكان الأنبياء لم يشركوا طرفة عين ، فكيف يبعث بالنبوة من أشرك ، وكان أكثر أيامه مع الشرك بالله ؟! وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
: نُبِّئتُ وآدم بين الروح والجسد ». قال يحيىٰ : وقد روي أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : ما
احتبس الوحي عني قط إلّا ظننته قد نزل علىٰ آل الخطّاب. فقال عليهالسلام
: «
وهذا محال أيضاً؛ لأنّه لا يجوز أن يشكّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في نبوّته ، قال الله تعالىٰ : (
اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ ) (٢). فكيف يمكن أن تنتقل النبوّة ممن اصطفاه الله إلىٰ من أشرك به ؟ ». قال يحيىٰ : روي أن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : لو
نزل العذاب لما نجىٰ منه إلّا عمر. فقال عليهالسلام
: «
وهذا محال أيضاً ، إنّ الله تعالىٰ يقول : (
وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) (٣) فأخبر سبحانه أنه لايعذّب أحداً مادام فيهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
، وما داموا يستغفرون الله تعالىٰ ». ________________ ١)
سورة الأحزاب : ٣٣ / ٧. ٢)
سورة الحج : ٢٢ / ٧٥. ٣)
سورة الأنفال : ٨ / ٣٣.