لهم أنصباء وثلاثة لا أنصباء لها. أما التي لها
أنصباء : فالفذّ ، والتوأم ، والنافس ، والحِلس ، والمسبل ، والمعلّىٰ ، والرقيب . وأما التي لا أنصباء لها : فالسفح ، والمنيح ، والوغد. وكانوا يجيلون السهام بين عشرة ، فمن خرج باسمه سهم من التي لا أنصباء لها أُلزم ثلث ثمن البعير ، فلا يزالون كذلك حتىٰ تقع
السهام التي لا أنصباء لها إلىٰ ثلاثة ، فيُلزم ثمن البعير ، ثم ينحرونه ويأكل السبعة
الذين لم ينقدوا في ثمنه شيئاً ، ولم يطعموا منه الثلاثة شيئاً. فلما جاء الإسلام حرّم الله تعالىٰ ذكره ذلك فيما حرّم ، وقال : (
وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ )
يعني
حراماً » .
دوره
في ترسيخ العقائد الإسلامية :
في هذا المقطع التاريخي الذي عاصره
الإمام الجواد عليهالسلام
كانت حمّىٰ ظهور المذاهب الكلامية والعقائدية تأخذ بالانتشار هنا وهناك ، يساعد علىٰ ذلك توجه الحاكم نفسه إلىٰ اللعب بالورقة المذهبية من جهة وظهور طبقة من وعّاظ السلاطين نظّمت نفسها وكيّفتها علىٰ نمط خاص للدخول في اكمام السلطان والعيش تحت آباطه ، قانعين بما ينالهم من نتانة الموقع ، والإذلال والصغار ، مقابل أن لا يُحرموا من بذخ القصور ، ودعة العيش ، وفاخر الثياب ، وبدر الدراهم.
وتموج الاُمّة في ضلال تيارات عقيدية
وفكرية عديدة فمن مشبّهة إلىٰ معطّلة إلىٰ مجبرة إلىٰ غير ذلك من العقائد الباطلة والدعاوىٰ
المنحرفة ، التي أثيرت في عصره عليهالسلام
، مما لا تتسع له صفحاتنا هذه ، وكان للإمام الجواد عليهالسلام
________________