وتواصل السورة : (
عَسَىٰ رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا
مِّنكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ
وَأَبْكَارًا )
.
فالله يقول لعائشة وحفصة لا تظنّا أنكما
أفضل النّساء لأنكما زوجتا الرسول ، بل يستطيع الله أن يبدله نساءاً خيراً منكنّ.
ثم يقارن الله تعالىٰ عائشة وحفصة
بامرأة نوح وامرأة لوط ليحذّرهنّ أنّ كونهما زوجتين لمحمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم
لا يدرأ عنهما عذاب النار ولا يجعلهنّ بالضرورة من أهل الجنة ، يقول تعالىٰ : (
ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ
فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) .
ثم يأتي علماء أهل السنة بعد كلّ هذه الأدلة
ليقولوا : إنّ عائشة أحبّ النّاس لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
والويل لمن يقول غير ذلك ! .
ثم تعال معي إلىٰ سورة النور ، حيث
يقول العزيز الحكيم : (
إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ
خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ
مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ )
.
فتأمّل قوله تعالىٰ : (
عُصْبَةٌ مِّنكُمْ )
، ألا يعني ذلك أنهم داخلون في دائرة الصحابة ، وقد ورد في التفاسير أنّ الذين جاؤوا بالإفك ( اتهام عائشة ) هم زيادة علىٰ رأس النفاق عبدالله بن أبي سلول ، حسان بن ثابت شاعر
__________________