وصار يعتمد عليها
كالكتاب والسنة ؟ فهي لم ترد علىٰ لسان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم ينزلها الله علىٰ نبيه ولم يقس صلىاللهعليهوآلهوسلم
ولم يستحسن ، بل كان كما قال الله ( إِنْ
هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ
) ، ولم يكن صلىاللهعليهوآلهوسلم يرىٰ
لرأيه واجتهاده دوراً في التشريع ، قال تعالىٰ : (
إِنَّا
أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ ) .
فالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
يحكم بما يريه الله ولم يقل بما رأيته وبما قسته وبما استحسنته.
والملاحظ أنّ مصادر التشريع هذه محلُّ
خلاف بين العلماء ، فتجد الحنفية قد أفرطوا في الاعتماد علىٰ القياس ، بعكس الحنابلة الذين لم يعتمدوه إلاّ قليلاً ، أمّا أهل الظاهر فقد أنكروه مطلقاً ، وأنكر الشافعية والمالكية المصالح المرسلة ، وأنكر الشافعي الاستحسان فقد ورد عنه : « من استحسن فقد شرّع » .
ولنفترض وجود القياس والاستحسان... من
ضمن مصادر التشريع ، ولكن ألا تحتاج إلىٰ بيان كامل لمعالمها وكيفية تطبيقها عملياً ؟ وقد تقرّر أُصولياً : أنّه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة ، ووقت الحاجة متحقق بموت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
، ومات النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
ولم يبين معالم هذه المصادر ولم يطبّق بعض الموارد عمليّاً.
إنّ نسبة هذه الرؤية السلبية لمستقبل الإسلام
إلىٰ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
كانت ثغرة
__________________