معنىٰ قوله
تعالىٰ : (
اللهُ
أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ
) .
ولو راجعتم الآيات الكريمة الواردة في
نصب الأنبياء ، غالباً ما تكون بعنوان « الجعل » وما يشابه هذه الكلمة ، لاحظوا قوله تعالى : ( إنِّي جَاعِلُكَ
لِلنَّاسِ إِمَاماً )
هذا في خطابٍ
لإبراهيم عليهالسلام
، وفي خطاب لداود : (
إِنَّا
جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الاَْرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ )
.
ومن هذه الآية يستفاد أنّ الحكم بين
الناس حكم من أحكام النبوّة والرسالة (
إِنَّا
جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الاْرْضِ فَاحْكُمْ
) الحكم من أحكام الخلافة ، وليست الخلافة هي الحكومة ، وقد أشرت إلىٰ هذا من قبل في بعض البحوث ، الخلافة ليست الحكومة ، وإنّما الحكومة شأن من شؤون الخليفة ، تثبت الخلافة لشخص ولا يتمكّن من الحكومة علىٰ الناس ولا يكون مبسوط اليد ولا يكون نافذ الكلمة ، إلاّ أنّ خلافته محفوظة.
وإذا كانت الآيات دالّة علىٰ أنّ
النبوّة والإمامة إنّما تكون بجعل من الله سبحانه وتعالىٰ ، فهناك بعض الآيات تنفي أن تكون النبوّة
__________________