وأمّا ابن شهرآشوب ، فهو أحد كبار علماء طائفتنا ، إلاّ أنّ أهل السنّة أيضاً يحترمونه ويثنون عليه ، ويترجمون له ، فلاحظوا الوافي بالوفيات للصفدي ، لاحظوا بغية الوعاة للسيوطي ، ولاحظوا غير هذين الكتابين ، يقولون هناك بترجمته : وكان بهي المنظر ، حسن الوجه والشيبة ، صدوق اللَّهجة ، مليح المحاورة ، واسع العلم ، كثير الخشوع والعبادة والتهجّد (١).
وأمّا دلالة حديث التشبيه ، فهذا الحديث يدلّ علىٰ أفضليّة أمير المؤمنين من الأنبياء السابقين ، بلحاظ أنّه قد اجتمعت فيه ما تفرّق في أولئك من الصفات الحميدة ، ومن اجتمعت فيه الصفات المتفرّقة في جماعة ، يكون هذا الشخص الذي اجتمعت فيه تلك الصفات أفضل من تلك الجماعة ، وهذا الاستدلال واضح تماماً ، ومقبول عند الطائفتين ، وسأقرأ لكم بعض العبارات :
يقول ابن روزبهان في الجواب عن هذا الحديث : أثر الوضع علىٰ هذا الحديث ظاهر ، ولا شكّ أنّه منكر ، لانّه يوهم أنّ علي بن أبي طالب أفضل من هؤلاء الأنبياء ، وهذا باطل ، فإنّ غير النبي لا يكون أفضل من النبي ، وأمّا أنّه موهم هذا المعنىٰ فلأنّه جمع فيه من
__________________
(١) الوافي بالوفيات ٤ / ١٦٤ ، بغية الوعاة : ٧٧ ، البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة : ٢٤٠ ، طبقات المفسرين ٢ / ١٩٩.