متعلق بمحذوف تقديره هذا الحصر للسائلين من مدة خلق الارض وما فيها ، أو بقدر أي قدر فيها الاقوات للطالبين.
« وسخر البحر » قال الكفعمي بالخاء المعجمة أي ذلل والتسخير التذليل ، و سفن سواخر طابت لها الريح ، ومنه قوله تعالى : « وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا » (١) ومن قرأ وسجر بالجيم فمعناه ملاه ، وسجر التنور أحماه و النهر ملاه ، ومنه قوله تعالى : « والبحر المسجور » (٢) أي المملو انتهى.
« وتعقد عليه القلوب » من العقايد الباطلة والاوهام والافزاع والخيالات الموحشة.
وقال الجوهري : اختر مهم الدهر وتخرمهم (٣) أي اقتطعهم واستأصلهم « و كل شئ يعبدك » أي يطيعك اختيارا أو اضطرارا ، والخبر بالضم العلم « وحفظ كل شئ » أي علمه « من مقامك » أي قيامك بامور خلقك أو منزلتك الرفيعة.
« لم يسبقك » (٤) أى ليس تقدمه لانه سبق إرادتك ووقع قبلها ، وما أخرت منها ليس التأخير لانك لم تكن قادرا عليه قبل ذلك ، بل كل ذلك بمشيتك لاقتضاء المصلحة ذلك « وآثره » أي اختره على جميع خلقك « بصفو كرامتك » أي بخالص إكرامك له « وبلغ به » كذا في النسخ في الموضعين ، والظاهر وأبلغ به أو بلغه ، و كان الباء زائدة أو المعنى بلغ بسببه أهل بيته وخواص امته.
وفي القاموس رسا رسوا ورسوا ثبت كأرسى ، ولعل الوضع في المواضع كناية عن تعلق مدلوله ومقتضاه بخلق هذه الاشياء واستقرارها ، وعيسى عليهالسلام كلمة الله لانه انتفع به وبكلامه أو يعبر عن الله أو خلق بكلمة كن من غير أب وهو روح الله لانه كان يحيي الاموات أو القلوب الميتة بالعلم والحكمة ، أو هو ذو روح صدر منه
____________________
(١) النحل : ١٤.
(٢) الطور : ٦.
(٣) شرح قوله : « لا تخترم الايام ملكك » في دعاء ليلة الاربعاء ص ١٩١.
(٤) الدعاء ص ١٩٢ س ٣.