« ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار » (١) ولما رواه معاوية بن وهب (٢) في الصحيح قال : سمعت أبا عبدالله عليهالسلام وذكر صلاة النبي صلىاللهعليهوآله قال : كان يأتي بطهور فيخمر عند رأسه ، ويوضع سواكه عند فراشه ، ثم ينام ما شاء الله ، فاذا استيقظ جلس ثم قلب بصره في السماء ثم تلا الآيات من آل عمران : « إن في خلق السموات والارض » الاية ثم يستن ويتطهر ثم يقوم إلى المسجد فيركع أربع ركعات على قدر قراءته ركوعه ، وسجوده على قدر ركوعه ، يركع حتى يقال متى يرفع رأسه؟ و يسجد حتى يقال : متى يرفع رأسه ، ثم يعود إلى فراشه فينام ما شاء الله ثم يستيقظ فيجلس فيتلوا الآيات من آل عمران ، ويقلب بصره في السماء ثم يستن ويتطهر ويقوم إلى المسجد فيصلي اربع ركعات كما ركع قبل ذلك ثم يعود إلى فراشه فينام ما شاء الله ثم يستيقظ فيجلس فيتلو الايات من نل عرمان ويقلب بصره في السماء ثم يستن ويتطهر ويقوم إلى المسجد فيوتر فيصلي الركعتين ثم يخرج إلى الصلاة.
ثم إن بعض الاخبار يدل على الجمع ، فيمكن الجمع بينهما بأن التفريق من خصائصه صلىاللهعليهوآله أو يكون الجمع محمولا على التجويز ، أو على من خاف في التاخير الترك.
ويؤيد الاخير ما رواه الكليني ره (٣) في الحسن كالصحيح عن الحلبي عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : إن رسول الله كان إذا صلى العشاء الآخرة أمر بوضوئه و سواكه يوضع عند رأسه مخمرا ، فيرقد ما شاء الله ، ثم يقوم ويستاك ويتوضؤ ويصلي اربع ركعات ثم يرقد ثم يقوم ويستاك ويتوضؤ ويصلي أربع ركعات ثم يرقد حتى إذا كان في وجه الصبح قام فأوتر ثم صلى الركعتين ، ثم قال : « لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة » قلت : متى كان يقوم؟ قال : : بعدثلث الليل.
قال الكليني : وقال في حديث آخر : بعد نصف الليل.
____________________
(١) طه : ١٣٠.
(٢) التهذيب ج ١ ص ٢٣١.
(٣) الكافى ج ٣ ص ٤٤٥.