ببنما رسول الله صلىاللهعليهوآله مع اصحابه راكبا على دابته إذ نزل فخر ساجدا ، فقيل له : يا رسول الله رأيناك صنعت شيئا لم تك تصنعه قبل اليوم؟ فقال صلىاللهعليهوآله : اتاني ملك من عند ربي ، فقال : يا محمد إن ربك يقرئك السلام ، ويقول : يا محمد إني أسرك في أمتك ، فلم يكن عندي مال أصدق ، ولا عبد اعتقه فسجدت لله شكرا.
٤٣ ـ فلاح السائل : فاذا فرغت من تعقيب صلاة المغرب ، فان شئت [ أن تسجد سجدتي الشكر الان فاسجدهما كما نذكره وإن شئت ] تؤخر سجدة الشكر إلى ما بعد الفراغ من كل ما تعمله بين المغرب وبين عشاء الاخرة من صلوات ودعوات ، وتكون سجدة الشكر في آخرها ما تعمل ، فافعل.
صفة سجدتي الشكر : روى أيو محمد هارون بن موسى ، عن أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة ، عن أحمد بن الحسين بن عبدالملك ، عن الحسن ين محبوب ، وروى محمد ابن علي بن أبي قرة ـ ره ـ عن أبيه علي بن محمد ـ ره ـ عن الحسين بن علي بن سفيان ، عن جعفر بن مالك ، عن إبراهيم بن سليمان الخزاز ، عن الحسن ين محبوب عن أبي جعفر الاحول ، عن أبي عبيدة قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول وهو ساجد ، أسالك بحق حبيبك محمد صلىاللهعليهوآله إلا بدلت سيئاتي حسنات ، وحاسبتني حسابا يسيرا ، ثم قال في الثانية : أسالك بحق حبيبك محمد صلىاللهعليهوآله إلا كفيتني مؤنة الدنيا وكل هول دون الجنة ، ثم قال في الثالثة : أسالك بحق مجحمد حبيبك صلىاللهعليهوآله لما غفرت لي الكثير من الذنوب والقليل ، وقبلت من عملي اليسير ، ثم قال في الرابعة : أسالك بحق محمد حبيبك صلىاللهعليهوآله لما أدخلتني الجنة وجعلتني من سكانها ولما نجيتني من سفعات النار رحمتك ).
هذا آخر الرواية المذكورة ، فان خطر لاحد أن هذه الرواية ما تضمنت أن هذه سجدتا الشكر لاجل صلاة المغرب ، فيقال له : إن إيراد أصحابنا الرواية كذلك في سجدتي الشكر بعد صلاة المغرب ، وتعيينهم أن هاتين السجدتين للمغرب يقتضي أن يكونوا عرفوا ذلك من طريق آخر (١)
____________________
(١) فلاح السائل ص ٢٤٣ ـ ٢٤٤.