بدوره على حل كثير من المشكلات الأخرى ، ليس لأن أكثر وجوه التأويل التى كان يعرض لها القاضى يذكرها الشريف ـ نظرا لتلقيه عنه ـ ليس لهذا فحسب ، بل لأن الذى يبدو أن المعتزلة ـ بعامة ـ وهم يعتمدون فى أصول تفسيرهم وتأويلهم على اللغة يكادون يستشهدون لذلك بنفس المأثور من كلام العرب ، من أمثال وشعر ونحو ذلك ، كما أنهم يتحدثون فى أصول اشتقاق الكلمات ، ومعانيها اللغوية ، ووجوه الحقيقة والمجاز فيها حديثا متفقا لا يكاد يختلف موضعه.
كما سلكت فى سبيل ذلك طرقا أخرى ، أضحى الحديث عنها بعد وجود النسخة الأخرى من نافلة القول ، وإنما أشرت إلى ما أشرت إليه لبيان أننى لم أقف على جديد عند ما وجدت أن جميع النقاط التى وقفت عندها أثناء التحقيق وتتبع فيها قلمي قلم الناسخ ـ لا المؤلف كما ظن بعضهم ـ هى كما فهمتها وصوبتها فى أغلب المواطن ، ولا أقول فى جميع المواطن.
على أننى قد صوبت بعض المواطن فى مقدمة المؤلف ـ وهى مقدمة كلامية دقيقة ـ وقد أشرت إلى أنها قد سقط منها ـ من نسختنا الأخرى ـ مقدار ثلاث صفحات ، فبقى اعتمادنا فى هذا القدر على نسختنا الأولى التى كنا نظنها يتيمة.
وبعض هذه التصويبات ظاهرة الصحة ، أو ظاهرة الوجوب ، وبعضها الآخر حمله بعضهم على أنه تحريف للنص وإخلال بعبارة المؤلف ، وكان لم يزد أن قرأ من الكتاب بضع صفحات ، وقاس فى غير محل القياس. وهما على أية حال موطنان يحسن أن نقدم القول فيهما فى هذه الفقرة ، ليعلم ما يجب أن يعلمه كل قارئ عن أى محقق.