ففقدت من أيدى الناس ، إلا أنى رأيت الأستاذ الزاهد الإمام أبا بكر بن فورك يحكى عنه ، فلا أدرى وقع على بعضه ، أم أخذه من أفواه الرجال؟! »
وفى حديث ابن تيمية عن تفاسير المعتزلة ، الذين تأولوا القرآن على آرائهم ، فيما يرى ، يقول : « وقد صنفوا تفاسير على أصول مذهبهم ، مثل تفسير عبد الرحمن بن كيسان الأصم ، ومثل كتاب أبى على الجبائى ، والتفسير الكبير للقاضى عبد الجبار بن أحمد الهمذانى ، و « التفسير » لعلى بن عيسى الرمانى (١) »
ويبدو أن الذى أسماه ابن تيمية « التفسير الكبير » للقاضى ، هو الكتاب السابق ، ـ المحيط ـ الذى أشار إليه ابن العربى ، ونص على أنه قرأه فى خزانة المدرسة النظامية ، وأبان عن مأخذه فيه فيما يراه! لأن ابن تيمية إنما كان معنيا فى استشهاده السابق بإضافة هذه التفاسير إلى مؤلفيها من رجال الاعتزال ، دون التحقيق فى أسماء هذه الكتب ، وإن كان لا يبعد أن يكون تفسير القاضى ، رحمهالله ، قد عرف بالتفسير الكبير ، نظرا لحجمه ـ مائة سفر ـ إلى جانب اسم « المحيط ». وأيا ما كان الأمر. فإن للقاضى تفسيرا واحدا للقرآن ، هو المحيط ، أو التفسير الكبير ، ضاع فيما ضاع من آثاره وتراثه الضخم ، رحمهالله (٢).
ولا نحب أن نتجاوز الحديث عن هذا التفسير إلى الكلام فى « التنزيه
__________________
(١) انظر ص : ٣٧ من مقدمة ابن تيمية فى أصول التفسير ، نشر المكتبة السلفية بالقاهرة.
(٢) ورد فى كثير من كتب التراجم ، ذكر تفسير القاضى ، قال الداوديّ : « وله التصانيف السائرة ، منها : التفسير » وقال ابن حجر : « وصنف الكتب الكثيرة فى التفسير والكلام » ونقل الأودنى عن البيضاوى قوله : « رأيت تفسيره ـ أى القاضى ـ لطيف الحجم » وقال السيوطي كذلك : « رأيت تفسيره لطيف الحجم » ، ويبدو أنهما يتحدثان عن تنزيه القرآن عن المطاعن لا عن المحيط. انظر طبقات المفسرين للداودي ، مخطوط. لسان الميزان : ٣ / ٣٨٧ طبقات المفسرين للأدنوي ، مخطوط. طبقات السيوطي ص : ١٦ طبع ليدن.